جاء في الآية 97 من سورة آل عمران:
" ولله على الناس حجّ البيت …" وجاء في الآية 27 من سورة الحج: " وأذّن في الناس بالحج…". فالحج يُمثّل الأفق العالمي للدين. وإذا كان الحج هو الركن الخامس، فإن تشريعه أيضاً جاء خامساً بعد الأركان الأربعة. وتمثل هذه الشعيرة خلاصة أساسيات الدين. والمتدبر لرموز كل خطوة من خطوات الحاج يجد الانسجام بين قوانين الحج وقوانين الحياة الإنسانية، فالحج ثري بالرموز والدلالات.
يمكن الحكم على صِدقيّة أي دين على أساس مدى انسجام مبادئه وأحكامه مع قوانين الكون؛ فمن غير المتصور أن تتناقض مبادئ الدين الحق وأحكامه مع قوانين الخلق وسننه، لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل. وإذا كان الخمر ضاراً كسنّة كونيّة، فلا بد أن يكون محرماً كسنّة تشريعيّة. ومن هنا نجد أنّ الفقهاء، وبعد استقراء أحكام الشريعة الإسلامية، ذهبوا إلى أنّ الشريعة الإسلامية تقصد في أحكامها إلى المحافظة على الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وبمعنى آخر فقد جاء الدين ليحقق الانسجام بين حركة الإنسان وحركة الكون من حوله. وعليه يمكن تعريف الطاعة: بأنها الانسجام بين القانون الشرعي والقانون الكوني. ويمكن تعريف المعصية: بأنها التعارض والتناقض بين القانون الكوني والسلوك البشري.
وعندما نقول: إنّ الإسلام هو الحل، فإنما نقصد أن نقول: إنّ الانسجام هو الحل.
يجعل الحاج المسلم الكعبة عن يساره ويبدأ الطواف في حركة دائرية ومتواصلة، وبذلك يكون الإنسان قد أعلن في حركته هذه عن انسجامه الطوعي مع حركة الكون، من أصغر جزء فيه، أي الذرة، إلى المجموعة والمجرّة. نعم إنّه إعلان المخلوق الحر، بأنّ الحريّة، والتي هي منحة الله تعالى للإنسان، لا تعني الفوضى ولا الخروج ولا التناقض، بل هي التوافق والنظام والانسجام. وهذه هي الرسالة الأولى للدين الحق.
المتدبر لحركة الإنسان في الأرض يجد أنّ قانون التردد بين الخوف والرجاء هو القانون الأساس في بناء الحضارات الإنسانية؛ انظر إلى حركة الناس على مستوى الاقتصاد، تجد أنّ أهم دوافع حركتهم هو الخوف من الفقر ورجاء الغنى. وانظر إلى عالم الدراسة والتعليم، تجد أنّ الدافع إلى الجد يكمن في الخوف من الإخفاق، وفي ورجاء النجاح. وانظر إلى تقدم الطب، تجد خوف الألم ورجاء العافية، وخوف الموت ورجاء الحياة... وهكذا نجد أنّ هذا القانون يشمل كل نشاطات الحياة. وفي الوقت الذي ينعدم فيه قُطبُ الخوف أو قطب الرجاء، نجد أنّ الحركة تتوقف؛ فالخوف الذي لا رجاء عنده يُحبط القدرات. والرجاء لا يكون رجاءً حتى يلابسه خوف. أمّا الأمن الكامل، إن وُجِد، فهو من أكبر دواعي الخمول والسكون. انظر قوله تعالى: " إنّه لا يأمنُ مكر الله إلا القوم الخاسرون ". في المقابل:" إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ". ثم انظر قوله تعالى: " يدعوننا رغباً ورهباً "، " ...خوفاً وطمعاً ".
هل كانت هاجر، عليها السلام، تدرك وهي تسعى بين الصفا والمروة، تبحث عن الماء ثم ترجع مهرولة إلى رضيعها إسماعيل، عليه السلام، لتطمئن عليه، أنّ هذه اللحظات الجليلة ترمز إلى قانون الخوف والرجاء؟! وكيف بها لو كُشف لها الغيب فرأت الملايين من الحجاج تُحاكي حركتها في سعيها الحثيث بين القطبين؟! إنّه القانون والسنّة المحكّمة قبل أن تكون الحادثة، بل إنّ الترغيب بالجنّة والترهيب من النار، في كل دين حق، لهو بعض تجلّيات حكمة خالق القوانين والسنن. وما تلك الحادثة إلا بعض تكريم الحكيم لمن اصطفى من عباده.
" ولله على الناس حجّ البيت …" وجاء في الآية 27 من سورة الحج: " وأذّن في الناس بالحج…". فالحج يُمثّل الأفق العالمي للدين. وإذا كان الحج هو الركن الخامس، فإن تشريعه أيضاً جاء خامساً بعد الأركان الأربعة. وتمثل هذه الشعيرة خلاصة أساسيات الدين. والمتدبر لرموز كل خطوة من خطوات الحاج يجد الانسجام بين قوانين الحج وقوانين الحياة الإنسانية، فالحج ثري بالرموز والدلالات.
يمكن الحكم على صِدقيّة أي دين على أساس مدى انسجام مبادئه وأحكامه مع قوانين الكون؛ فمن غير المتصور أن تتناقض مبادئ الدين الحق وأحكامه مع قوانين الخلق وسننه، لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل. وإذا كان الخمر ضاراً كسنّة كونيّة، فلا بد أن يكون محرماً كسنّة تشريعيّة. ومن هنا نجد أنّ الفقهاء، وبعد استقراء أحكام الشريعة الإسلامية، ذهبوا إلى أنّ الشريعة الإسلامية تقصد في أحكامها إلى المحافظة على الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال. وبمعنى آخر فقد جاء الدين ليحقق الانسجام بين حركة الإنسان وحركة الكون من حوله. وعليه يمكن تعريف الطاعة: بأنها الانسجام بين القانون الشرعي والقانون الكوني. ويمكن تعريف المعصية: بأنها التعارض والتناقض بين القانون الكوني والسلوك البشري.
وعندما نقول: إنّ الإسلام هو الحل، فإنما نقصد أن نقول: إنّ الانسجام هو الحل.
يجعل الحاج المسلم الكعبة عن يساره ويبدأ الطواف في حركة دائرية ومتواصلة، وبذلك يكون الإنسان قد أعلن في حركته هذه عن انسجامه الطوعي مع حركة الكون، من أصغر جزء فيه، أي الذرة، إلى المجموعة والمجرّة. نعم إنّه إعلان المخلوق الحر، بأنّ الحريّة، والتي هي منحة الله تعالى للإنسان، لا تعني الفوضى ولا الخروج ولا التناقض، بل هي التوافق والنظام والانسجام. وهذه هي الرسالة الأولى للدين الحق.
المتدبر لحركة الإنسان في الأرض يجد أنّ قانون التردد بين الخوف والرجاء هو القانون الأساس في بناء الحضارات الإنسانية؛ انظر إلى حركة الناس على مستوى الاقتصاد، تجد أنّ أهم دوافع حركتهم هو الخوف من الفقر ورجاء الغنى. وانظر إلى عالم الدراسة والتعليم، تجد أنّ الدافع إلى الجد يكمن في الخوف من الإخفاق، وفي ورجاء النجاح. وانظر إلى تقدم الطب، تجد خوف الألم ورجاء العافية، وخوف الموت ورجاء الحياة... وهكذا نجد أنّ هذا القانون يشمل كل نشاطات الحياة. وفي الوقت الذي ينعدم فيه قُطبُ الخوف أو قطب الرجاء، نجد أنّ الحركة تتوقف؛ فالخوف الذي لا رجاء عنده يُحبط القدرات. والرجاء لا يكون رجاءً حتى يلابسه خوف. أمّا الأمن الكامل، إن وُجِد، فهو من أكبر دواعي الخمول والسكون. انظر قوله تعالى: " إنّه لا يأمنُ مكر الله إلا القوم الخاسرون ". في المقابل:" إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ". ثم انظر قوله تعالى: " يدعوننا رغباً ورهباً "، " ...خوفاً وطمعاً ".
هل كانت هاجر، عليها السلام، تدرك وهي تسعى بين الصفا والمروة، تبحث عن الماء ثم ترجع مهرولة إلى رضيعها إسماعيل، عليه السلام، لتطمئن عليه، أنّ هذه اللحظات الجليلة ترمز إلى قانون الخوف والرجاء؟! وكيف بها لو كُشف لها الغيب فرأت الملايين من الحجاج تُحاكي حركتها في سعيها الحثيث بين القطبين؟! إنّه القانون والسنّة المحكّمة قبل أن تكون الحادثة، بل إنّ الترغيب بالجنّة والترهيب من النار، في كل دين حق، لهو بعض تجلّيات حكمة خالق القوانين والسنن. وما تلك الحادثة إلا بعض تكريم الحكيم لمن اصطفى من عباده.
0 التعليقات:
إرسال تعليق